البحث عن الجمال عبر المواد المقلدة يفسد الصحة
- - الشركات المهربة تدمر صحة المرأة بالمواد المغشوشة.
- - المستحضرات المهربة تؤذي البشرة وتشوه الوجه.
- - استخدام أدوية مجهولة المصدر يمكن أن يؤدي للوفاة.
مرة أخرى تتجدد الدعوات من جانب المهتمين بسلامة البشرة
للتحذير من خطورة المواد التجميلية المقلدة والمغشوشة ، على صحة وجمال المرأة ،
خاصة بعد انتشار عدد من الإعلانات التي ظهرت مؤخراً عبر عدة قنوات فضائية ، تحاول
تمرير تجارتها الفاسدة من خلال استخدام نساء يتحدثن عن جودة المنتج ، رغم عدم
تسجيله في البلاد التي يتوجهون إليها بإعلاناتهم ، واضعين عدة أرقام للاتصال ، حتى
يلتفوا خلف القوانين والأنظمة المقيدة لتلك الامور.
ويكشف الدكتور هاجد بن محمد هاجد
مدير إدارة تسجيل الأدوية بهيئة الغذاء والدواء أن الهيئة أعدت دراسة ميدانية
استهدفت المستحضرات العشبية، والصحية، وكريمات تبييض البشرة، والمغريات الجنسية، ويضيف
أن الدراسة كشفت بالتحليل عن وجود مستحضرات ومكملات غذائية مغشوشة بأدوية كيميائية
بعضها محرم دولياً وبعضها مخلوط بمواد خطرة وبودرة هلوسة ومخدرات محظور استخدامها
عن طريق الدهان أو البلع، لأنها تؤدي إلى الوفاة، أو نزيف في المعدة، أو انفجار
بالمخ، أو سرطان الجلد، أو الفشل الكلوي، أو جلطات بالقلب.
جوانب مفزعة
وأوضح هاجد أن الدراسة الميدانية
التي أجريت على عدد من العينات ، توصلت إلى عدد من النتائج أهمها استخدام 45 مادة مخلوطة بأدوية متسرطنة ، ومغيبة
للمخ، ومؤدية للفشل الكلوي.
والهاجد يشير إلى أن تلك المواد
تباع في الأسواق الشعبية بواسطة أفراد غير مرخصين بعد تصنيعها محلياً ، ويقول: إن
بعض المواد مصنعة بخلطة أعشاب تم جلبها من دول آسيوية، موضحاً أنه في حالة وجود
قضايا تحال إلى الجهات المعنية، كما أن هناك تعاميم صادرة من سمو وزير الداخلية
تمنع نشر الإعلانات الخاصة بتلك المواد.
اهتمام نسائي
يؤكد الدكتور هشام سيد خلف
المستشار الإعلامي للمنظمة الأفرو آسيوية لعلاج الأمراض الجلدية التجميلية أن
البشرة الفاتحة أصبحت الشغل الشاغل لمعظم النساء في المجتمعات الشرقية. يقول: أصبحت السيدات يستخدمن أنواعاً كثيرة من كريمات
التفتيح، دون مراعاة الآثار الجانبية لهذه الكريمات، إما عن جهل أو لانبهارهن
بالنتائج السريعة لها. يلفت
إلى قضية مهمة بقوله: إن خطورة الكريمات التي تباع وتوصف في محلات العطارة،
والمشاغل ولدى الكوافيرات تكمن في عدم خضوعها للمواصفات العالمية التي أقرتها
منظمة الأغذية والعقاقير
( Food and Drug Administration) .
جمال الشخصية
و تحذر الدكتورة فاطمة صادق
استشارية أمراض النساء والولادة من أن الكريمات المحلية والمصنعة من الأعشاب تؤدي
إلى اختلال عمل المبيضين، والإصابة بأمراض عنق الرحم. وتشدد على أنه لا توجد تجارب إكلينيكية تؤكد حقيقة
تكبير الشفاه، ولا مراهم تؤدي إلى تكبير الثديين، أو الأرداف، واستخدام تلك
الكريمات والمراهم يضر بالصحة.
تصف
إقبال البعض على استخدام تلك المستحضرات بأنه من قبيل "الوهم" للوصول
إلى موقع "اللاشعور"، وتنصح بمواجهة المطالب النفسية للمرأة بالبحث عن
مكامن الجمال في شخصيتها، وليس في مظهرها.
مكونات خطرة
وأكد
سعود الشكر (أحد أصحاب المؤسسات التجارية التسويقية لمنتجات التجميل) أنَّ الغش في
المستحضرات بات منتشراً، وما يميز المستحضرات التجميلية الأصلية عن المقلدة والمغشوشة
، هي المواد التي تحتويها وتجعل المستهلك يثق بأن هذه العلامة أو تلك لن تصنع
مستحضراَ يضر بالبشرة ، وقال : "العلامات التجارية المعروفة تحافظ على
مصداقيتها من خلال جودة ما تسوقه وهذا لا يعني عدم وجود تقليد وغش في شركات تجارية
كبرى فالتقليد ناتج عن قلة وجود المنتج في السوق واحتكاره على الشركة أو المؤسسة المنتجة
فقط إضافة لارتفاع سعره الأصلي فمجرد وجود نفس المنتج بسعر الأقل تجد الإقبال عليه
كبير دون النظر لأضراره".
التجميل المحظور
وأضاف
سعود الشكر إنَّ مستحضرات التجميل المغشوشة تحوي بعض المواد المحظورة التي ثبت
طبياً أنها تلحق أضراراً بالغة بالبشرة من خلال تسببها في بعض أمراض السرطان في
الجلد، مبيناً أن المستحضرات المغشوشة تستخدم في صناعتها (حامض البوليك) كمادة
حافظة للمنتج وهو أقل مكونات هذه المستحضرات خطورة خلاف بعض المكونات الخطرة جداً
ومن الصعب التفرقة ما بين مستحضرات التجميل الأصلية والمغشوشة بالنسبة للمستهلك
وذلك بسبب مهارة الشركات المنتجة لمستحضرات التجميل المغشوشة في تقليد الأصلية .
غرامات وسجن
فيما يؤكد الدكتور محمود عبدالجواد
مساعد مدير الشؤون الصحية بمنطقة جدة على أن لجان ضبط المخالفات تضبط يومياً
الكثير من الأدوية المغشوشة، وتتلف المضبوطات، وتحول الأشخاص المضبوطين إلى قسم
الرخص الطبية للتحقيق معهم، ومن يثبت عليه الادعاء يحول للتحقيق.
ويشدد على أن هناك غرامات تصل إلى
100 ألف ريال، والسجن، وترحيل الوافدين، مؤكدا أن لجان الضبط ألقت القبض على عدد
من مروجي الأدوية المغشوشة ومنها ما هو مصنع محلياً ومهرب عبر أشخاص آخرين.
وصفات صحيحة
من جانبه يطمئن الدكتور عبدالجواد
المواطنين إلى أن لجان الضبط تعمل ليل نهار للقضاء على الأدوية المضرة بالصحة ،
وهناك تعاون بين جهات عديدة في هذا الشأن، منها لجان الإمارة، والصحة والبلدية
ووزارة التجارة، إضافة إلى أحد أفراد الشرطة المرافقين للضبطية. وينصح المرضى بتوخي الحذر من تلك المركبات المغشوشة
ويطالب من يمرض بالذهاب إلى المستشفيات، حيث تتم كتابة وصفات طبية صحيحة، ومركبة
حسب حاجة جسم المريض إليها.
تعليقات
إرسال تعليق