التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مقالات تربوية بقلمي

أطفالنا والصوم .. حث على الطاعة وتعويد على البر

في شهر رمضان المبارك ثمة فرصة كبرى للآباء والأمهات أن يقربوا أولادهم أكثر إلى الفقراء والمساكين والمعوزين، وأن يجعلوهم يشعرون فعلياً -لا قولاً فقط- بمعاناة هؤلاء حتى يضعوا في قلوبهم منذ النشأة حب التطوع وفعل الخير.
وبعيداً عن ذلك الأمر فإن الآباء مُطالبون بتعويد أطفالهم على الصوم والتدرج معهم في ذلك، فلا ينبغي أن يكبر الأطفال ثم يطالبهم الآباء بالصوم فجأة من دون أن يستعدوا له فيشق ذلك عليهم، لا بد من إعدادهم أولاً، وتهيئتهم باكراً.
ولا بد مع ذلك من التلطف مع الطفل، وتنمية جانب الاحتساب عنده، عن طريق بيان ما أعده الله للصائمين، وألا يفهم أن القضية مجرد جوع وعطش، بل عبادة وطاعة، وفوق ذلك ثواب عظيم، وجزاء كبير.
ومن المهم أيضاً أن تقترن هذه التجربة بالمكافآت والجوائز التشجيعية في نهاية يوم الصوم، أو في نهاية الشهر الكريم، ويمكن أن يفتح باب المنافسة بين الأطفال كأن يُقال لهم : "من يصوم أكثر له جائزة أكبر"، من يصلي التراويح إلى نهايتها له كذا وكذا، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الطفل عادة يحب المكافأة السريعة، وهو ما يدفعه ويجعله يستمر فيما يقوم به من تكاليف، إلى أن تصبح تلك التكاليف سلوكاً وجزءاً من حياته، ولنا في صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة، فقد كانوا يُعوِّدون أبناءهم منذ نعومة أظفارهم على الصيام، وكانوا في المقابل يقدمون لهم الألعاب والدمى يتلهَّون بها عن الجوع والعطش.

وعندما يكبر الأطفال وتنمو عقولهم يكون الحث على الصيام بالقرآن الكريم، وأحاديث النبي العظيم، وبيان أنه إذا كانت الحسنة بعشر أمثالها.. فإن الصوم قد أخفى الله ثوابه.. وفي ذلك من الإشارة إلى عظم ثوابه ما لا يخفى .. ففي الحديث القدسي قال الله تعالى: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم..إني صائم» (صحيح الترغيب).


غرس مفاهيم العقيدة في نفوس الأطفال يجنبهم الفكر الضال

من الثابت دراسياً وبحثياً أن النظم الاجتماعية تضبط سلوكيات الناس الفردية والجماعية في كثير من الأحيان، وتعمل على تحويل الفرد إلى كائن اجتماعي يشترك مع أسرته وأعضاء المجتمع في الكثير من العلائق، التي تعمل على استمرار وتماسك المجتمع، وتوجيه أنشطته المتعددة من خلال مظلَّة النظم الاجتماعية.
وقد عني الإسلام بتربية الأطفال منذ الصغر، وإحاطتهم بسوار من التعاليم التي تضمن تنشئتهم تنشئة إيمانية صحيحة، وفي ميدان التربية العقدية يقول ابن عَبَّاس رضي الله عنه: "كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَقَالَ: يَا غُلامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ. إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الأقْلامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ.(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).
وفي الحديث الشريف السابق دلالة تربوية واضحة على أهمية غرس مفاهيم العقيدة في نفوس الأطفال وأنهم في حاجة ماسة لها، وأن عندهم القدرة على فهم المفاهيم الدينية التجريدية الخاصة بالإيمان بالقضاء والقدر؛ خيره وشره. ولا يمكن تحقيق الصحة النفسية إلا من خلال التوكل الدائم على الله جل ثناؤه، والتوكل بدوره يستلزم الاستسلام الكامل الصادق لله رب العالمين.
كما كانت تعاليم الخلفاء لمعلمي أبنائهم واضحة في هذا الإطار جيداً، حيث يقول الخليفة الرشيد لمعلم ولده: "أقرئه القرآن وعرفه الأخبار، وروه الأشعار، وعلمه السنن، وبصره بمواقع الكلام وبدئه، وامنعه من الضحك إلا في أوقاته... ولا تمرًن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها، من غير أن تحزنه فتميت ذهنه. ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ فيألفه، وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة".


عوامل التأثير لدى المعلمين .. وأهميتها لصنع جيل واعد

لا يمكن بأي حال إنكار الجهود التي يبذلها المعلمون في سبيل تربية وتنشئة جيل واعد يساهم في بناء المجتمع، وقيادته نحو مستقبل أفضل، لكن كي يضمن المعلم أن تؤتي جهوده ثمارها في هذا المجال، فيجب أن يمتلك العوامل التي تساعده على التأثير في طلابه، ومنها عوامل شخصية مثل: الإيمان برسالة التعليم، واستشعار المعلم أهمية دوره، والإخلاص في العمل، والرغبة في مزاولة المهنة، والتواضع والمرونة، وهناك عوامل أخرى عملية مباشرة مثل الإعداد المتقن للدروس، والإفادة من خبرات الآخرين، والمعاملة الحسنة للطلاب، والتواصل الإيجابي معهم.
وإضافة إلى العوامل السابقة فإن ثمة أساليب للتأثير يجب التنبه إليها، وامتلاكها من قبل المعلمين، وهي عديدة ومنها: التناول الذكي، والبعد عن الوعظ المباشر، الإيجابية، التعميم والتورية، البعد عن التجريد، المرونة، العفوية وعدم التكلف، التنويع في طرائق عرض المعلومات، وطريقة جلوس الطلاب، التشويق، وبث المرح والمتعة في ثنايا المادة.
هناك أيضاً مهارات يمكن اكتسابها كمهارة القيادة والتي تعني في المفهوم التربوي : القدرة على فهم السمات الشخصية للطلاب والتفاعل الإيجابي معها، وتحفيز قدراتهم وتوجيهها من أجل تحقيق الأهداف المنشودة، وتظهر مهارة القيادة عند المعلم بوضوح في إدارة الفصل : ويتجلى ذلك في انتباه الطلاب، والمشاركة، والإنجاز، والانسجام، والتركيز، والتفاهم.
ثم مهارة القدوة : ويُعرف المعلم القدوة في المفهوم التربوي بأنه المعلم الذي يطبق القيم والمبادئ التي ينادي بها عملياً، ويحث طلابه على تطبيقها من خلال ابراز فضائلها ونتائجها.
أما عناصر القدوة فتشمل حسن الخلق، ويبرز عند المعلم من خلال التواضع، وأسلوب الخطاب، وحسن المعاملة.
هذا بعض مما يحضرني الآن في هذا الإطار، وهي مساهمة متواضعة مني في تشجيع معلمينا الأفاضل على البذل والعطاء، لما أشعر به من دورهم الهام في بناء شخصية أطفالنا، وعظم المهمة التي يتولونها، ..أعاننا الله وإياهم على الخير دائماً.

نصائح وأفكار لتوثيق العلاقات بين الأسرة والمدرسة

تبقى العلاقة بين الأسرة والمدرسة المحك الرئيس لنجاح أية مشاريع علمية وتعليمية وثقافية، فبدون التناغم بين هذين المحورين لا يمكن لأية تنمية أن تحدث مهما بلغت الآليات المستخدمة في المدارس من تقدم، ومهما بلغت ثقافة الآبوين من رفعة.
ويمكن تفعيل العلاقة بين المدرسة والمنزل من خلال عدة أشياء منها: دعوة الآباء أنفسهم إلى طرح وسائل التعاون وسبل التواصل بين المدرسة والأسرة، فالناس عادة يشاركون بالمشروع الذي يقترحونه هم ويتفاعلون معه بشكل كبير، والمدرسة الناجحة هي التي تستثمر المبادرات الجيدة من أولياء الأمور لتطوير المدرسة وخدمة البيئة المحلية.
كذلك الاعتناء بالنشرات الصادرة عن المدرسة والحرص على توصيلها إلى الأسرة بوقت مُناسب، ومن المشاريع النافعة إصدار المدرسة مجلة تضم أخبار الطلاب وأفكار المربين.
أيضاً الحرص على المعارض الفنية والمواسم الثقافية والأيام المفتوحة والمناسبات التربوية وتنظيم دورات عملية في جانب يحتاج إليه الآباء، مثل كيفية تعليم الطفل مهارة القراءة أو المذاكرة.
أما طابور الصباح في المدرسة فيمكن تفعيل دوره عبر دعوة بعض أولياء الأمور للاستفادة من خبراتهم المهنية والعلمية والحياتية، كما يمكن استضافتهم في قاعة الدرس لتغطية جانب من جوانب المادة الدراسية.
كما أن توثيق بعض التجارب التربوية الناجحة والقصص المتميزة  للمتعلمين والمعلمين والآباء والإداريين في المدرسة ثم توعية الآخرين بها، فيه خير كثير، فتبادل التجارب الثرية في الحقل التربوي من أسباب التوفيق وأسرار السعادة، وقصص النجاح من أقوى الوسائل في دفع الناس نحو التميز في حياتهم العملية والعلمية.
وإذا نجحت المدرسة في إذكاء التعاون بينها وبين الأسرة فيمكنها أيضاً أن تجعل هذا التعاون مستمراً طوال العام، عبر استغلال الأحداث الجارية كموسم الحج واليوم الوطني للمملكة -مثلاً- في تنظيم لقاءات لأولياء الأمور، والتعاون معهم لتغطية المناسبات والاستعداد لها والاحتفال بها.

استغلال الإجازة .. الأفكار كثيرة

في كتابه القيم "31 فكرة لاستغلال إجازة الأولاد" يطرح الباحث عبدالإله بن إبراهيم الداوود -كما يتضح من عنوان الكتاب- عدة أفكار جديرة بالتنفيذ يمكنها أن تحدث فارقاً لدى أولادنا، وتجعل من الإجازة فصلاً تربوياً خفيف النسمات.
من بين تلك الأفكار : الالتحاق بمدارس تحفيظ القرآن الخيرية سواءً للذكور في المساجد أو للإِناث، للاستفادة من البيئة الصالحة فيها، والمجتمع الطيب الذي يستطيع الوالدان ترك أولادهم فيه، مع راحة البال، واطمئنان القلب على سلامة المجتمع الذي يجلسون فيه.
ولا شك أن حفظ كتاب الله من أعظم ما شغلت به الأوقات. قال تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ{ (سورة فاطر، آية 29 – 30).
وكذلك حث الأولاد على حفظ بعض الأحاديث النبوية الصحيحة، وعمل مسابقة لذلك، وكلما كان الحديث قصيرًا كان أسهل خاصة للصغار، وليحرص الجميع على الأحاديث الصحيحة فقط ففيها ما يغني عن الضعيفة والموضوعة.
من بين الأفكار أيضاً : انخراط الأولاد في المسابقات العامة التي تقيمها المراكز الصيفية ومدارس تحفيظ القرآن الخيرية أو غيرهما، فالمشاركة فيها أمر جميل لأن هذه المسابقات تُطرح من خلالها عادة معارف ومعلومات وموضوعات متنوعة ومفيدة.
زيارة الأماكن السياحية داخل ربوع الوطن فكرة أيضاً جيدة حيث الخضرة والجمال والجو اللطيف، ويكون استغلالها بأن يشمل برنامج الرحلة فوائد منوعة من مواد وموضوعات تُسمع في الطريق ويُسأل عنها، أو مسابقات خفيفة جداً داخل السيارة، وكذلك التذكير ببعض السنن كدعاء السفر، أو الدعوة للتفكر في مخلوقات الله، والأجمل أن تكون الرحلة  نفسها مكافأة على حفظ القرآن أو الأحاديث مثلاً، أو على أي فعل محمود نفذه الأطفال.

أولادنا الموهوبون .. كيف ننمي مهاراتهم وذكائهم؟

لا يخفى على الجميع دور المعلم المؤثر في اكتشاف المواهب وتنميتها، كونه يدرك قبل الآخرين أنهم يشكلون ثروة وطنية وإنسانية كبيرة ينبغي الاهتمام بها واستثمارها بالطريقة الأمثل.
ولا شك أن معلمينا بما يمتلكون من ثقافة وخبرة مهنية يدركون جيداً أن التعامل مع الطلاب الموهوبين يختلف عن غيرهم، ونقصد بذلك الابتعاد عن الإجراءات النمطية التي تجلب لهم الملل، وتحبطهم لأن معظم طلاب اليوم، والموهوبين منهم بشكل خاص قادرون على القفز وتجاوز عدد من الخطوات المنطقية، التي يتبعها بعض المعلمين في شرح الدروس، والوصول إلى النتيجة أو الفكرة بسرعة.
ويمكن للمعلمين تنمية ذكاء الطلاب ورفع مستواهم من خلال صهر البرامج الخاصة في تنمية الذكاء العملي والإبداعي والتحليلي في المناهج المدرسية، ولكن بدلاً من حفظ المقرر ومراجعته وتذكره يركز المعلم على إعطاء المادة العلمية للطلبة بأسلوب تحليل المشكلة وإيجاد أفكار إبداعية لها، أو حلول عملية للمشكلة المطروحة من مادة المنهج نفسه.
وإضافة إلى المعلم فإن للأسرة دوراً كبيراً في تنمية الذكاء وبخاصة الأم والأب من خلال دفع الأطفال إلى حل مشاكلهم الخاصة بالطرق الإبداعية وتحليل المشاكل الخاصة بهم على طرقهم الذاتية، وتشجيعهم على ذلك وإيجاد حلول عملية للمشاكل التي يتعرض لها الطفل في البيت والمدرسة والحياة العامة.
كذلك أخذ الأطفال إلى المتاحف العلمية، والمعارض الثقافية، ومشاهدة المعروضات، وشرحها لهم وطلب آرائهم حيالها.
وهناك شيء آخر مهم له دوره في تنمية الذكاء ألا وهو تشجيع الأطفال على الذكاء النقدي لما يشاهدونه في التلفاز ويسمعونه في المذياع، بمعنى عدم التصديق والتسليم، بل عليهم أن ينتقدوا ويناقشوا، حتى يتم تطوير التفكير الناقد لديهم.

تعويد الأطفال على القراءة .. مهمة سهلة
"الإنسان القارئ تصعب هزيمته".. "قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي فـي المدرسة بألف مرة".. "وسئل أحد العلماء العباقرة: لماذا تقرأ كثيراً؟ فقال: "لأن حياة واحدة لا تكفيني" .. هذه كلها مقولات تبين عظم أهمية القراءة في الحياة العامة، وتكشف عن مكانتها لدى من جربوها، وليس أولى بها من أمة "اقرأ".
حب القراءة والتشجيع عليها يجب أن تبدأه الأسرة مع أطفالها باكراً جداً، وأن تكون الأسرة نفسها القدوة في ذلك، وذلك بالاهتمام بتوفير مكتبة للكتب، وتخصيص مكان لها في المنزل، وأن يشاهد الأطفال آباءهم جالسين فيها يقرؤون ليعتادوا حب الكتب.
أما تشجيع الأطفال على القراءة فيأتي بالتدرج، فمثلاً تكون البداية بكتاب مصور فقط، ثم كتاب مصور يكون فـي الصفحة الواحدة صورة وكلمة فقط، ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواحدة كلمتين، ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواحدة سطر وهكذا.
وتجب مراعاة رغبات الطفل واحتياجاته القرائية، فذاك من أهم الأساليب لترغيبه فـي القراءة، فالطفل مثلاً يحب قصص الحيوانات وأساطيرها، ثم بعد فترة، يحب قصص الخيال والمغامرات والبطولات وهكذا، فيجب مسايرته في ذلك، وعدم إجباره على قراءة موضوعات أو قصص لا يرغبها.
وعندما يخصص الأباء أو الأمهات وقتاً يقرؤون فيه للطفل القصص المشوقة، والجذابة -حتى لو كان الطفل يعرف القراءة-، فإنهم بذلك يمارسون أفضل الأساليب لغرس حب القراءة فـي نفوس أطفالهم.
كما يمكن فـي الإجازة ترغيب الأطفال فـي القراءة بشكل أكبر، فعندما تريد الأسرة مثلاً السفر إلى مكة أو المدينة أو غيرهما يمكن للأب استثمار الفرصة بشراء كتيبات سهلة، وقصص مشوقة عن المدينة التي يسافرون إليها، وتقديمها للطفل أو القراءة له قراءة جهرية، فالقراءة الجهرية ممتعة للأطفال، وتفتح لهم الأبواب، وتدعم الروابط العاطفية بين أفراد الأسرة، وبذا تكون لهم القراءة الممتعة جزءً من ذكريات طفولتهم.


المعلمون الجدد وأسس التواصل مع أولياء الأمور

يحتاج المعلمون الجدد إلى نوع خاص من التعامل ليجتازوا عامهم الأول بنجاح، ودون مشاكل، وحتى تكون لديهم القدرة على بناء علاقة جيدة مع الطلاب وأولياء الأمور.
يتعرض المعلمون في عامهم الأول بالتدريس لظروف عدة تحكم المجال التعليمي، وهم يتساوون في ذلك مع من يبدؤون عملهم الجديد في أي مجال، مع بعض الفروقات بالطبع المميزة لكل مجال عن الآخر.
يشعر بعض المعلمين الجدد بنوع من عدم الارتياح عند تعاملهم مع أولياء أمور الطلاب، ربما لاعتقادهم بأنهم سيتعرضون، أو سيكونون محط الأنظار والتعليق، وهو ما لا يحدث غالباً، إذ يدرك أولياء الأمور أن مدير المدرسة نفسه كان يوماً ما معلماً مبتدئاً.
البعض أيضاً تنتابه الرهبة من الاجتماعات الثنائية التي تعقدها المدارس عادة بين معلميها وأولياء أمور الطلاب للوقوف على حالة الطالب ومعرفة أوجه القوة والضعف لعلاجها، وهي اجتماعات تصبح مع الوقت شيئاً عادياً أشبه بجلسات الأصدقاء لأن المصلحة واحدة، ولا تحتاج من المعلم الجديد سوى التنظيم الجيد، والاستعداد، واللباقة للتشاور مع الآباء بشأن تقدم أبنائهم كل واحد على حدة.
هناك بعض الأمور الاخرى التي يطول شرحها، لكن في المجمل فإن الإحساس بالمعلم وتقدير مشاعره الخاصة، يجب أن يكون من الأساسيات لدى أسر الطلاب طالما أننا نتحدث عن سفينة واحدة يركبها الجميع، فيجب أن يتشاركوا الهموم، ويعذر بعضهم بعضاً في أية مشكلة قد تقع في الفصل الدراسي، وأن يكون الحب والتفاهم هو القاسم المشترك بين الكل للوصول إلى حل يرضيهم، ويحافظ على حبل المودة بينهم.


في مرحلة المراهقة .. اقتربوا من أبنائكم أكثر

تنظر الأدبيات الغربية إلى مرحلة المراهقة نظرة مادية بحتة، حتى أن عالم النفس الأمريكي إرك أريكسون(Erik Erikson) يصف هذه الفترة في حياة الشباب بـ "أزمة الهوية"، ويبرر ذلك بقوله إن المراهق يتعرض لسلسلة من الصراعات النفسية الاجتماعية المتعلقة بالضياع في تحديد الهوية ومعرفة النفس، أما الشاب المسلم فإن المراهقة بالنسبة له تعني الالتزام بالأحكام الشرعية وتعلم معاني الصبر والتمسك بالقيم، وبدء حياة جديدة، وتحقيق الطموح والنجاح.
لكن.. ونظراً لما يكتنف العصر الحالي من تغيرات واضطرابات متسارعة، فإنه من الطبيعي أن تتوتر علاقات الأسرة أحياناً في هذه المرحلة، لأن المراهق يبحث عن شخصية مستقلة، ولا يعرف كيف يبنيها، أو يعبر عنها.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الآباء والأمهات أنهم لا يغيرون نظرتهم، ولا تعاملهم مع أبنائهم المراهقين فيعاملونهم كأطفال، وتكون النتيجة حدوث فجوة كبيرة بينهم وبين أبنائهم، تتسع بمرور الأيام، وتصعب السيطرة عليها بسهولة.
هناك فائدة بالطبع يمكن اقتناصها من الأدبيات الغربية، فمن شأنها أن تمد المربي بتصور عام لفهم الإنسان، وكيفية التعامل معه وتنميته.
كما يجب أن تتفهم الأسرة جيداً مخاطر تلك الفترة في حياة أولادها، وأن يعينوهم على تكوين علاقات صداقة قوية مع أقران صالحين، وأن يساعدوهم أكثر على التكيف مع التغيرات الجسدية والفسيولوجية التي تحدث لهم، حتى يتم تأهيلهم بشكل جيد لتحمل المسئولية، والتفكير في المستقبل بعقل واعِ خالِ من العقد والمشاكل النفسية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الغجر.. منتشرون في كل الأمكنة والأزمنة

ليست هناك طائفة يمكنها مقارعة "الغجر" في المصائب والتناقضات التي مرت بها طوال تاريخها الممتد من الهند إلى الدول العربية ،فهم منبوذون من كل الأجناس،ومغضوب عليهم من الدول التي يلجئون إليها والكل يسعى لم طاردتهم وطردهم كأنهم ميكروباً يخشون انتشاره في الهواء،وهم فقراء ومشردون،وأيضاً أثرياء،يمتلكون المليارات. لكن أكثر من يعاني الآلام كلها النساء.. لا فرق في ذلك بين العراق أو أوربا .. ولذلك ألف قصة. معظم الكتب التي تتناول تاريخ الغجر تنتابها الحيرة في معرفة من أين جاءوا ،لكنها تتشارك في التأكيد على أنهم أتوا إلى العالم من المنطقة الواقعة بين الهند وباكستان بعد أن تحولت إلى صحراء أوائل القرن الخامس عشر الميلادي،فتركوا المنطقة للبحث عن المراعي والأراضي الصالحة للزراعة،وأثناء المسيرة التحق بهم كثير ممن مروا بهم   من إيران والهند وجنوب تركيا وشمال سوريا ،وكذلك رومانيا والمجر . ودائماً ما تمتلئ حياتهم بالمفارقات ف في انجلترا قبل الحرب العالمية الثانية كانوا ممنوعين من دخول الملاهي الليلية،كما كانوا مُراقبين من البوليس في فرنسا،وعلى يد هتلر وقواته تم اعتقال،و قتل ...